شعراء

شعر باللغة العربية الفصحى عن الوطن

 

الوطن كلمة تحمل بطياتها جميع المعاني الجميلة، فالوطن هو الأرض التي تحتوينا، وهو القلب الذي يجمعنا بداخله فنقدم له الحب والتقدير، هو الحضن الدافئ الذي يحمينا ونربى بعزه، وقد عبّر الشعراء عبر العديد من قصائد شعر باللغة العربية الفصحى عن الوطن وتقديرهم له.

شعر باللغة العربية الفصحى عن الوطن

قال ابن الرومي في واحدة من أعظم قصائد شعر باللغة العربية الفصحى عن الوطن :

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ

وألا أرى غيري له الدهرَ مالكاً

عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً

كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ

مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ

إقرأ أيضا:شعر عربي عن الذكاء
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا

فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ

لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا

عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه

يقول الشاعر عبد الحميد الرافعي:

وطني عليك تحيتي وسلامي

وقف بحلّي غربتي ومقامي

وطني اليك احن في سفرفي وفي

إقرأ أيضا:شعر عربي عن الناس
حضري اجل وبيقظتي ومنامي

وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن

من كوثر عذب ودار سلام

وطني وان نقلت شذاك لي الصبا

هاجت شجوني وانفتحن كلامي

وطني ويلويني لدى خطراتها

ذكر الصبا ومراتع الآرام

وطني وادعو في ظلام الليل

أن لا يبتليك الله بالظلام

وطني وارجو ان يدوم لك الهنا

إقرأ أيضا:شعر عربي عن الهموم
أبداً بظل عدالة الحكّام

وطني بروحي افتديك إذا التوت

عنك الرّعاة وطاشَ سهم الحامي

وطني إذا ما شاك مجدك شائك

فكأنما هو ناخر بعظامي

وطني إذا ما شان فضلك شائن

فأنا الغيور وعزة الاسلام

وطني العزيز وفيك كل صبابتي

وتدلّهي وتولّهي وهيامي

وطني العزيز وعنك خلت محدّثي

انحى على سمعي ببنت الجام

وطني العزيز وإن ألّم بك الأسى

قامت بقلبي سائر الآلام

وطني العزيز وأنت حنتي التي

فيها أعدّ العيش من أيامي

وطني العزيز وأنت من يحلو به

غزلي وتشبيبي وسجع نظامي

وطني العزيز وأنت من أدعو له

عقبى صلاتي دائماً وصيامي

وعلاك في الأوطان جلّ مطالبي

ومآربي ومقاصدي ومرامي

وإذا أضلّ الحزم قومك تلقني

أبكي بعيني عروة بن حزام

وإذا تلاهوا عن نجاحك وارتأوا

طول الخمول تخيّبتَ أحلامي

أيها بني وطني اقيموا عزّة

إنّ الديار تعزّ بالأقوام

أحيوا المعارف وأكبروا إن تفخروا

بعظام أسلاف مضين رمام

فالمجد ما قد جددتموه بجدكم

لا ذكر أجداد قدمن كرام

والعلم أصل للمفاخر كلها

وبنوره ينجاب كل ظلام

فيه الحياة لكل مجد تالد

أو طارف كالروح للأجسام.

يقول أحمد شوقي في واحدة من أشهر قصائده عن الوطن:

وبلا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ

كأني قد لقيتُ بك الشبابا

وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً

إِذا رزقَ السلامة والإِيابا

وكلُّ عيشٍ سوف يطوى

وإِن طالَ الزمانُ به وطابا

كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ

إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا

ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي

كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا

كما يقول أمير الشعراء في قصيدة أخرى:

وَطَنِي يُجَاذبني الهوى في مُهْجَتِي

هُوَ جنّتي هو مَرْتَعي هو مَسْرَحي

آوي إليه وملْءُ عـيني غَـفْوَةٌ

هُو من أحَلِّقُ فَـوْقَهُ بِجوانـحي

ما لا رأت عَيْنٌ ولا سَمِعَتْ بـه

فيه الحواري والملائكُ تَـسْتَحِي

أعـنابُـهُ مِنْ كلِّ داليَـةٍ دَنَت

عسل يُداوي كلَّ جُرحٍ مُـقْرِحٍ

أنا مُرْسَلٌ في غُـرْبَةٍ بِمُهِـمّـَة

لا أرتجي إلاَّ الرضا هُو مَطْمَحِي

في غربتي أحبَـبْتُ فِيـهِ أحِبَّتِي

كلٌّ نُسبّحُ والحبيبُ بِمَسْبَحِـي

تسبيحُهُ يَـعْلو بروحي في السَّمَا

وذكرهُ مَزَجَ الهوى بِجـوارحي

إني غَـريب لا أبالــي مَنْ أنا

فأناي قَـدْ ذابَتْ بِـهِ في مطرحي

يا جَـنَّةَ الفِردَوسِ كوني مَوْطِناً

حقّـاً لكلِّ مُوَحِّـدٍ أو مُفْلـِحِ

قال الشاعر أحمد سالم باعطب:

الناسُ حُسَّادُ المكانَ العالي

يرمونه بدسائسِ الأعمالِ

ولأنْتَ يا وطني العظيم منارةٌ

في راحتيْكَ حضارةُ الأجيالِ

لا ينْتمي لَكَ من يَخونُ ولاءَُ

إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ

يا قِبْلةَ التاريخِ يا بلَدَ الهُدى

أقسمتُ أنَّك مضرَبُ الأمثال.

 

أشعار عن الوطن

الوطن

  • يقول أبو المكارم عبد المحسن الكاظمي:

ومن لم تكن أوطانه مفخراً له

فليس له في موطن المجد مفخر

ومن لم يبن في قومه ناصحاً لهم

فما هو إلا خائن يتستر

ومن كان في أوطانه حامياً لها

فذكراه مسك في الأنام وعنبر

ومن لم يكن من دون أوطانه حمى

فذاك جبان بل أخسّ وأحقر.

  • يقول رشيد سليم الخوري المعروف بالشاعر القروي:

وطن ولكن للغريب وأمة

ملهى الطغاة وملعب الأضداد

يا أمةً أعيت لطول جهادها

أسكون موت أم سكون رقاد

يا موطناً عاث الذئاب بأرضه

عهدي بأنك مربض الآساد

ماذا التمهل في المسير كأننا

نمشي على حسك وشوك قتاد

هل نرتقي يوماً وملء نفوسنا

وجل المسوق وذلة المنقاد

هل نرقى يوماً وحشور رجالنا

ضعف الشيوخ وخفة الأولاد

واهاً لآصفاد الحديد فإننا

من آفة التفريق في أصفاد.

  • يقول مصطفى صادق الرافعي:

بلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خير فيمن لا يحبّ بلاده

ولا في حليف الحب إن لم يتيم

ومن تؤوه دار فيجحد فضلها

يكن حيواناً فوقه كل أعجم

ألم تر أنّ الطير إن جاء عشه

فآواه في أكنافه يترنم

وليس من الأوطان من لم يكن لها

فداء وإن أمسى إليهنّ ينتمي

على أنها للناس كالشمس لم تزل

تضيء لهم طراً وكم فيهم عمي

ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها

تجبه فنون الحادثات بأظلم

ولا خير فيمن إن أحبّ دياره

أقام ليبكي فوق ربع مهدم

وقد طويت تلك الليالي بأهلها

فمن جهل الأيام فليتعلم

وما يرفع الأوطان إلا رجالها

وهل يترقى الناس إلا بسلم

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله

على قومه يستغن عنه ويذمم

ومن يتقلب في النعيم شقي به

إذا كان من آخاه غير منعم.

 

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5

 

السابق
شعر عربي فصيح عن الفراق
التالي
شعر عربي عن الهموم

اترك تعليقاً