حققت فرقة الأحباش رواجًا كبيرًا في لبنان، ويسأل الكثير من الناس ما هي فرقة الأحباش وما هو تاريخها ومعتقداتها، لذلك يُقدم لكمبحر المعرفة في هذا المقال إجابة عن هذه الأسئلة بالتفصيل.
ما هي فرقة الاحباش
الأحباش من أهم التيارات الإسلامية في لبنان، كما أنهم يمتلكون وجودًا بارزًا في الأردن وسوريًا وعددًا من الدول العربية، حيث ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلّفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية.
تاريخ فرقة الأحباش
التأسيس
مؤسس هذه الفرقة هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية. ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ثم ارتحل إلى منطقة جُمة ومنها إلى منطقة داويء من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير.
بعد أن بايع على الطريقة الرفاعية ذهب إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في أفريقيا عام 1969م. وذكر أتباعه أنه قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367 الموافق 1940 فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب.
إقرأ أيضا:حكم السحر شرك أصغر لا يخرج عن ملة الإسلامبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية ، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة الفتّان أو شيخ الفتنة.
نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله . فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان.
أتى نزار الحلبي خليفة للحبشي ورئيساً لجمعية المشاريع الإسلامية حيث يطلقون عليه لقب سماحة الشيخ حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى، وقد قتل مؤخراً .
الانتشار
اشتغل الأحباش بالتغلغل في الطبقات الاجتماعية لبث دعوتهم، وعمل طلاب الشيخ عبد الله الهرري على تأسيس عددٍ من المؤسسات التي تساهم في نشر افكار الهرري، هناك ثلاثة جوامع أساسية ما تزال تعدّ أهم معاقل “الاحباش” في لبنان، وهي جوامع برج أبي حيدر، البسطة، وزقاق البلاط.
مرّت السنوات وعصب الجمعيّة يشتدّ أكثر فأكثر. بنت مؤسسات تربويّة في لبنان يناهز عددها الثلاثين، وتجاريّة قوية في الخارج، أمتنها في ألمانيا والسويد والدنمارك. فهناك العدي من المؤسسات التي تتبعهم، في مقدمتها ” جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية ” تأسست عام 1983 ومركزها بيروت.
إقرأ أيضا:لماذا سمي أبو بكر بالصديقوهناك المدارس الخاصة بأتباع فكر “الهرري، أو ما يعرفوا بالأحباش، فقد اهتم الاحباش ببناء مدارس خاصة بهم لجميع المراحل الدراسية؛ كي ينشروا أفكارهم، ويوجد في هذه المدارس مئات الطلاب والطالبات في شتى المراحل، ومن أمثلة هذه المدارس منها ” مدرسة الثقافة ” في كل من بيروت وطرابلس وبعلبك.
ولدور الإعلام في الانتشار، يمتلك “الأحباش” إذاعة محلية خاصة بهم تبث من بيروت وينشرون من خلالها أفكارهم وثقافتهم وادبهم، كما لهم نشاط كبير في التلفزيون اللبناني وغيره من القنوات الخاصة بلبنان، حيث تعرض لهم اللقاءات والدروس، ويعمل الأحباش على تشغيل محطة تليفزيونية خاصة بهم، كما يصدر “الأحباش” مجلة شهرية باسم “منار الهدى” تقوم بنشر مذهبهم وأفكارهم.
كما أن لهم مؤسسة تسمى “مركز الأبحاث والخدمات الثقافية”، في بيروت تصدر الكتب والأشرطة والنشرات لترويج مبادئهم ونشر معتقداتهم، كما تصدر هذه المؤسسة تقويماً خاصـاً بهم يحوي كثيراً من السموم المختلفة في العقيدة والسلوك، والفقه وغيرها.
التمويل
فيما يتعلق بتمويل الأحباش فقد وجهت العديد من التهم ان هناك دولا تمولهم للتشكيك في عقيدة المسلمين وبث التفرقة والصراعات، ولكن يقول الاحباش أن تمويلهم ذاتيّ مرتكز على اشتراكات الأعضاء وتبرعات المحسنين والواثقين، كما يؤكدون على أنهم لا يقبضون من دولة من الدول ولهذا فقرارهم مستقلّ غير مأجور.
إقرأ أيضا:معلومات عن خديجة رضي الله عنهامعتقدات فرقة الأحباش
- يقول أتباع عبد الله الهرري أو “الأحباش”، بأنهم على مذهب أهل السنة والجماعة، في العقيدة على المنهج الذي ينتسب أشعرية شافعية. أشعرية من حيث العقيدة التي هي عقيدة أبو الحسن الأشعري هو وشافعية من حيث الأحكام العملية مع الاعتقاد بأن أئمة المذاهب المعتبرة أئمة هدى، وأن اختلافهم في فروع الأحكام رحمة بالأمة.
- ينفي الأحباش جميع الصفات التي وصف بها الله عز وجل نفسه، ولا يثبتون منها إلا ما يمكن للعقول تصوره.
- لا يعتقد الأحباش إلا في توحيد الربوبية فقط بينما ليس عندهم توحيد ألوهية مما يجعلهم يبيحون دعاء الأموات والاستغاثة بهم لقضاء الحاجات.
- يؤكد الأحباش أنهم ينتهجون منهج الوسطية والاعتدال اعتقادًا وممارسة، وترى في التطرف والغلو في الدين خطرًا كبيراً يهدد الأفراد والأسر والمجتمعات والأوطان، ويشكل خطراً كبيراً على الأمة.
- يرى الأحباش أنه فكرهم يواجه ما يجري اليوم في البلاد العربية والإسلامية وغيرها من ممارسات شاذة متطرفة باسم الدين يصب في خدمة أعداء الإسلام، وفي مقدمتهم الحركة الصهيونية التي لا تألو جهدًا في العمل على تفتيت الأمة الإسلامية وضربها من الداخل.
- يؤمن اتباع “الهرري”، بالتصوف الإسلامي النقي من الشوائب والبعيد كل البعد عن أدعياء التصوف الذين شذوا حسب الأحباش في الاعتقاد والممارسات والشعائر، ولهم إرشادات الطريقتين الصوفيتين الرفاعية والقادرية، ويهتموا بإحياء المناسبات الإسلامية كالمولد النبوي الشريف، ومعجزة الإسراء والمعراج، ورأس السنة الهجرية.
- يرفض الأحباش استباحة الدماء تحت أي عذر كان.
المصادر: