البهائية إحدى الفرق الباطنية التي انشقت عن الإسلام حتى أصبحت دينًا مستقبلًا يختلف عن باقي الديانات بما في ذلك الإسلام، ويُقدمبحر المعرفة في هذا المقال إجابةً عن سؤال ما هي الفرقة البهائية وتاريخها وأهم معتقداتها وموقف الإسلام منها.
ما هي الفرقة البهائية
تأسست الفرقة البهائية على يد الميرزا حسين علي النوري المازندراني والذي يُعرف بلقبه بهاء الدين، ولد بهاء الدين في مدينة طهران عام 1817م، كان أبوه من نبلاء إيران حيثُ ينحدرون من سلاسة الساسانيين العريقة، وكان لعائلته مكانة مرموقة في إيران، لم يدخل إلى مدرسة أبدًا وإنما تلقى تعليمه في بيت والده، وبعد وفاة والده تولى إدارة ممتلكات العائلة واستمر في المشاركة بأعمال الخير والبر بشكل أكبر.
كانت بداية شهرته بأن التقى بشخصٍ يَدَّعي النبوةَ، واسمهُ الباب، الذي كان قد بدأ بالتمهيدِ لادعائه سرًا، وبعدَ كشفِ أمره من قبل حكومته في إيران، أصبح يجهر بما يدعيه، وهو أنه نبي مبعوث، واتَبَعَهُ البهاء إلى أن توفي، ثم وضع نفسه خليفةً مكانه وادّعى النبوة، وأنه بنبوته قد نسخ الشريعة الإسلامية، ولم يقف عند ذلك، بل ادعى بعدها الألوهية، وأنه يملك صفات الإله، وبحسب ما ادعاه أن زعيمه الباب، كان قد بُعث للتبشير به.
إقرأ أيضا:غض البصر فوائد عدم النظر للمحرمات في الإسلامأقسام الفرقة البهائية
انقسمَ البهائيون إلى طوائف بعد موتِ بهاء الدين، مع أنَّ وصيتهُ كانت أنَّ ولايةَ أمرِ الديانةِ بعدَهُ للغصنِ الأعظم، أي لابنهِ، ومن هنا جاءَ الإختلاف، فكلٌ من ابناءه زعمَ أنه هو من وصى له، فبدأ خلافٌ بين أولادهِ عبد البهاء عباس، وميرزا محمد علي، ومحمد علي أفندي، واستمرت بينهم الخلافات حتى انقسموا إلى عدة طوائف وهي كالآتي:
- البهائيون العباسيون: وهم من اتبعوا عبد البهاء عباس، ويرونَ بأنّهُ هو الغصنُ الأعظم.
- البهائيون الموحدون: وهم من اتبعوا ميرزا محمد علي.
- البهائيون الأرثوذوكس: وهم من لم يتبعوا أحدًا من الغصن الأعظم، وَرَأوا أن تشالز ميسون ريمي، هو الأحقُ لما له من أثرٍ في مساعدةِ، الديانةِ البهائيةِ.
أهم وجود للبهائيين من حيث الفاعلية والتأثير هو في الولايات المتحدة الأميركية حيث يبلغ عددهم مليوني شخص،وأكبر تواجد عددي لهم هو في الهند وأمريكا الجنوبية. وتوجد لهم معابد في مختلف قارات العالم وتسمى هذه المعابد “مشارق الأذكار”، ولهم وجود محدود في معظم الدول العربية، ومن ضمنها مصر.
معتقدات الفرقة البهائية
الدين البهائي هو ثاني أكبر الأديان انتشارًا حسب المساحة الجغرافيّة، ويشمل العديد من المعتقدات التي تؤكد غالبًا على مبدأ الوحدة الروحية للجنس البشري، وترتكز على ثلاثة مفاهيم أساسيّة: وحدانية الله، وحدانية الدين، وحدة الإنسان، وفيما يأتي أهم معتقدات الدين البهائي والتي يؤمن بها البهائيون في جميع أنحاء العالم:
إقرأ أيضا:مفهوم الحديث القدسي وأهم سماته- يعتقد البهائيون في تقبل كل الأديان الأخرى كالإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية والبوذية والهندوسيةـ ويرى البهائيون أن كل من هذه الأديان تمثل مرحلة من مراحل التجلي الإلهي وأن هذا الزمن هو زمن جمع هذه الأديان في دين واحد وهو البهائية، ويؤمنون بأن الله واحد وأنه خالق هذا العالم وأنه يعرف بأسماء مختلفة في مختلف الأديان.
- يُصدق البهائيون في التجلي الإلهي للرسل، حيث يؤمنون بأنّ الله تعالى يحلُ في بعضِ الخلق، وأنّ البهاء والخلق ممن حَلَّ فيهم الإله، حلولًا كاملًا، من الناحيةِ الماديةِ والجسدية.
- لا يؤمنون بأنَّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم هو خاتمُ النبين، ويقولون بأنَّ شريعةَ الإسلامِ قد نُسخت.
- يرونَ أنَّ الحج إلى مكة باطل، ومكان حجهم هو في البهجة، بمدينةِ عكا التي تقعُ في فلسطين، وهناك قبلتهم أيضًا.
- يؤمنون بالتناسخ، ووقوعهِ بينَ الكائناتِ، وأنَّ الجزاءَ يقعُ على الأرواحِ دونَ الأجسادِ.
- إيمانهم بأنَّ حكماءَ وفلاسفة الهند والصين والفرس، أمثال بوذا وكنفوشيوس، بُعثوا ليكونوا أنبياء.
- يعتقدونَ بأنّ المسيح قد صُلب.
- يُنكرون الحقائقَ الغيبية؛ كوجود الملائكة، ويُنكِرون أنَّ الأنبياءَ جاءوا بالمُعجزاتِ، كما لا يصدق البهائيون في الثواب أو العقاب بعد الموت، فليس عندهم أي اعتقاد بالجنة أو النار نظرًا لإيمانهم بالعذاب أو النعيم الروحي فقط.
- يُحرمونَ الجهاد، والحجاب للمرأة، ويرون بعدم جواز صلاة الجماعة إلا إذا كانت الصلاةُ على ميت.
- صلاتهم يؤدّونها ثلاث مرات في اليوم، ووضوءهم بماء الورد، وصيامهم شهرًا واحدًا، ويعقّبهُ عيد النيروز.
- للعددِ تسعةَ عشر قداسة خاصة عندهم، حتى أنّهم يجعلون أشهر السنة تسعة عشر شهرًا، وفي كل شهر، تسعةَ عشرَ يومًا.
- يبدأ التقويم البهائى فى سنة 1844م/ 1260هـ، ويسمى بتقويم البديع ومجموع الأيام المقدسة البهائية بين الأعياد وأيام التذكر هو تسعة أيام لا يجوز فيها العمل، أهمها يوم الاعتدال الربيعى فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية، والذى يكون عادة يوم 21 مارس، وهو أحد الأعياد البهائية ويسمى يوم النيروز.
- لا يوجد فى الدين البهائى أية مراكز أو مناصب أو وظائف فقهية، فليس فيه كهنة أو رهبان أو قساوسة أو رجال دين، ويعتقد البهائيون أن على كل شخص مهمة تثقيف نفسه والتعرف والاطلاع الشخصى على تعاليم دينه وتطبيقها فى حياته اليومية والسلوك حسب مناهجها.
موقف الإسلام من البهائية
اتفقت المذاهب الاسلامية على أن البهائية ليست فرقة أو مذهبًا من مذاهب الإسلام، وذهب الأزهر الشريف إلى إن فرقة مرتدة عن الإسلام، لا يجوز الإيمان بها، ولا الاشتراك فيها، و لا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات، وذلك لأنها تقوم على عقيدة الحلول، وتشريع غير ما أنزل الله، وادعاء النبوة، بل والألوهية.
إقرأ أيضا:حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب، والمعلم، والحاكم