لطالما ارتبط شرب الحليب بالحصول على صحة جيدة وممتازة، وهذا ما يجعل الحليب من أكثر المشروبات مبيعًا في دول العالم، ويملك الحليب لونًا أبيضًا تنتجه الغدد الثديية في الثدييات بما فيها البشر؛ وذلك بهدف إطعام صغارها لكي تصبح قادرة على تناول الطعام القاسي، وعلى الرغم من احتواء الحليب على العديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان والتي تقدم مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية مثل الكالسيوم، إلّا أنّ بعض الأشخاص لا يتمكنون من هضم سكر اللاكتوز الذي يعدّ السّكر المكوّن للحليب؛ وذلك بسبب افتقارهم للإنزيم المهم في عملية هضم الحليب ومشتقاته، مما يعرّضهم لمخاطر صحية عند تناوله.
ومع اتساع المخاوف بشأن عدم القدرة على تحمل اللاكتوز، بدأت الشركات المصنّعة للمنتجات الغذائية باستخلاص أنواع عديدة من الحليب من مصادر نباتية مثل؛ حليب الصويا، وحليب اللوز؛ وذلك بسبب تنوع استخدامات الحليب، إذ إنَّ شرب الحليب لا يقتصر على الأطفال في مرحلة النمو فقط، بل إن الكثير من النساء يعتمدون على الحليب الطازج بعد مرحلة الفطام من الرضاعة الطبيعية، كما أن البالغين أيضًا يعتمدونه كمادة غذائية تمدهم بالطاقة والفوائد الصحية، بالإضافة لأهمية شرب الحليب للكبار بالسن لأنه يحتوي على العناصر الغذائية المهمة التي يزداد احتياجهم لها عند التقدم بالعمر.
فوائد الحليب الساخن
يقدم الحليب الساخن العديد من الفوائد الصحية بغض النظر عن وقت تناوله، ولكنه لا يحتوي على أي ميزات إضافية عن الحليب البارد أو الحليب ذي درجة الحرارة المعتدلة كدرجة حرارة الغرفة، ولكنه يقدم الكثير من العناصر الغذائية مثل؛ البروتين عالي الجودة، والكالسيوم، كما يدخل الحليب الساخن في الكثير من الوصفات التي تعتمد على منكهات طبيعية لزيادة الرغبة بشربه، وسواء شرب الشخص الحليب ساخنًا أو باردًا، فإنه سيحصل على الكثير من السعرات الحرارية.
إقرأ أيضا:معلومات عن رجيم الحليب والتمرومن الجدير بالذكر أنَّ الحليب خالي الدسم يحتوي على سعرات حرارية أقل لكل كوب، أي ما يُعادل قرابة 83 سعرة حرارية لكل كوب، مما يجعله خيارًا أفضل في حال اتباع حمية غذائية لتخفيف الوزن، إذ تأتي تلك السعرات الحرارية من مزيج من البروتينات والكربوهيدرات الصحية، فالكوب الواحد من الحليب الدافئ يحتوي على حوالي 12 غرامًا من السكر الطبيعي الذي يغذي العضلات والعقل، بالإضافة إلى 8 غرامات من البروتين الكامل الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم لإصلاح الخلايا ونمو الأنسجة، كما أن للبروتين الكامل أهمية في تعزيز الجهاز المناعي وتحفيز الجسم على إنتاج الهرمونات الأساسية، وفيما يأتي أبرز فوائد الحليب الصحية:
- دعم صحة العظام وقوتها: وذلك بسبب احتواء الحليب على البروتينات الكاملة التي تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الرئيسية، إذ يمكن اعتباره خيارًا صحيًا أوليًا يمكن اللجوء إليه لدعم بروتينات الجسم ولصنع البروتينات التي يحتاجها الجسم بكميات جيدة مثل؛ الكولاجين الذي يساهم في بنية العظام ويمنع هشاشتها التي تزيد من خطر التعرض للكسور، كما يحتوي الكوب الواحد من الحليب على 30% من الحاجة اليومية للكالسيوم، بالإضافة إلى احتوائه على نسب مهمة من الفسفور والمغنيسيوم؛ وهي معادن مهمة لإنتاج مادة الهيدروكسيباتيت المسؤولة عن زيادة كثافة العظام لزيادة قوتها لتصبح أكثر مقاومة للكسور، كما أن معظم أنواع الحليب تكون مدعّمة بفيتامين د، مما يساهم في صحة العظام من خلال مساعدته على امتصاص واستخدام الكالسيوم.
- مفيد لقوة الدم: فبالإضافة لمجموعة العناصر والمعادن الموجودة في الحليب، فإنه يحتوي على كمية جيدة من فيتامين ب12، إذ يوفر كوب واحد من الحليب خُمس الكمية الموصى بها كحاجة يومية من فيتامين ب12، والذي يعد من أهم الفيتامينات اللازمة للجسم للشعور بالحيوية والنشاط، بالإضافة لأهمية هذا الفيتامين في تركيب وإنتاج خلايا الدم الحمراء المهمة لنقل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم، إذ تحتاج أنسجة الجسم إلى كميات جديدة باستمرار من الأكسجين لمساعدة الخلايا على أداء عملياتها الحيوية لإتمام النشاطات اليومية، ويعد فيتامين ب12 من الفيتامينات التي يوصي الأطباء بزيادتها لتقوية الجهاز العصبي مع مجموعة عديدة من الفيتامينات بما في ذلك؛ الريبوفلافين، وفيتامين ب5، المهمين لدعم عملية التمثيل الغذائي.
- القدرة على تحسين النوم: تحرص العديد من الأمهات على تناول أطفالهن كوبًا من الحليب يوميًا قبل النوم؛ نظرًا لاعتقادهن بأنه يساعد على تنظيم النوم، وهو أمر علمي صحيح تمامًا، ويعود تفسير ذلك لاحتواء الحليب على مركبات كيميائية مثل؛ الميلاتونين، والتربتوفان، وهي مركبات تساعد على تهدئة الجسم ليتمكن من النوم المريح، كما أن الحليب عندما يكون دافئًا يساعد أكثر على الاسترخاء.
أنواع الحليب الصحي
يعدُّ اختيار الحليب الصحي الذي يمدُّ الجسم بالعناصر الغذائية والفوائد الصحية أمرًا لا يتعلق فقط بمحتوى الدهون الموجودة بنوع الحليب، فسواءً أكان الشخص يبحث عن حليب البقر لأسباب صحية ليتمكن من الحصول على الفوائد الغذائية، أو لتجربة خيارات جديدة مختلفة عن المعتاد عليها، فقد يتساءل عن نوع الحليب الأكثر فائدة بالنسبة له، وفيما يلي بعض الخيارات الصحية لأنواع مختلفة من الحليب التي يمكن إضافتها إلى النظام الغذائي:
إقرأ أيضا:فوائد اللبن البودرة- حليب الشوفان: فعلى الرغم من أن شرب الحليب المصنوع من منقوع الشوفان الكامل لا يقدم نفس الفوائد الصحية تمامًا مثل تناول كمية من حبوب الشوفان الكاملة إلّا أنه مغذٍّ للغاية، وهو حليب يتميز بالنكهة الحلوة لغناه بالكربوهيدرات، كما أنه يحتوي على بعض الألياف القابلة للذوبان مما يجعله دسمًا أكثر.
- حليب اللوز: يعد حليب اللوز خيارًا بديلًا عن حليب البقر، إذ إن حليب اللوز غير المحلّى يحتوي على كمية أقل من السعرات الحرارية، بدرجة أقل بكثير من الكربوهيدرات، ولكنه ليس خيارًا آمنًا للأشخاص المصابين بحساسية الأشجار الجوزية.
- حليب جوز الهند: يتميز حليب جوز الهند بنكهة آسيوية خفيفة، وهو بديل آمن للحليب الخالي من منتجات الألبان لأولئك الذين لديهم حساسية الأشجار الجوزية.
أضرار الحليب الحيواني
تتمثل معظم أضرار الحليب بمشكلة صحية وهي عدم القدرة على تحمل اللاكتوز، إذ تنعدم قدرة الأفراد المصابين بعدم القدرة على تحمل اللاكتوز على هضم السكر الموجود بالحليب، وهو اللاكتوز، ونتيجةً لذلك فإنهم يعانون من مجموعة من الأعراض التي غالبًا ما تؤثر على الجهاز الهضمي مثل؛ الإسهال، والغازات، وانتفاخ البطن، بعد تناول منتجات الحليب، وعادةً ما تكون الحالة التي تعرف باسم سوء امتصاص اللاكتوز غير ضارة، ولكن قد تؤدي أعراضها إلى الشعور بعدم الراحة، ويعود السبب بذلك إلى نقص اللاكتاز؛ وهو إنزيم يُنتج في الأمعاء الدقيقة، وعادةً ما يكون مسؤولًا عن عدم القدرة على تحمل اللاكتوز، وقد يتمكن العديد من المصابين بنقص اللاكتاز من هضم بعض منتجات الحليب بدون مشاكل وبدون أعراض قوية.
إقرأ أيضا:فوائد حليب الناقة للتوحد