النبات

فوائد البرستم وإستخداماته

يُعرف نبات البرستم أيضًا باسم البرباريس أو الزرشك، وهو في الحقيقة اسم يُطلق على 500 نوع من الشجيرات دائمة الخضرة التي تنتمي في الأصل إلى عائلة البرباريسيات، والتي يرجع أصلها إلى المناطق الشمالية المعتدلة في القارة الآسيوية، وتتميز البرباريسيات بأزهارها الصفراء التي تتكون من ست بتلات، كما تتميز بأن لها فاكهة ذات لون أحمر، أو أصفر، أو أزرق، أو أرجواني، وتحتوي الفاكهة على بذرة واحدة أو عدة بذور أحيانًا، ويسعى البعض إلى استعمال هذه الفاكهة من أجل تحضير الهلام أو الجلي، بينما يسعى بعض سكان آسيا وأمريكا الجنوبية إلى استخراج الصبغة الصفراء من هذه النباتات، كما تُستخدم بعض أنواع البرستم كمصدر لرحيق النحل في بعض المناطق الشرقية من آسيا.

كما يوجد نوع من البرستم أو البرباريس الأوروبي، الذي يُستخدم لتحضير علاجاتٍ طبية وتغيير مذاق أو طعم الأدوية، ويسعى البعض إلى استخدام هذا النوع من البرستم لعلاج بعض المشاكل الصحية أيضًا؛ كمشاكل الجهاز الهضمي، والإمساك، والحرقة،وغيرها من الأمور التي لا يوجد ما يُثبت صحتها، لكن يبقى للبرستم فوائد كثيرة، وهذا ما سيكون عليه موضوع هذا المقال.

فوائد البرستم

دأب الناس على استخدام ثمار وفاكهة البرستم أو البرباريس منذ قرون طويلة لغرض علاج الكثير من الأمراض الهضمية، وأمراض الجلد، والالتهابات، وبالإمكان شرح أبرز فوائد البرستم على النحو الآتي:

إقرأ أيضا:أفضل أنواع الزبيب لتقوية الذاكرة
  •  غني بالعناصر الغذائية: يُعد البرستم غنيًا بالكربوهيدرات، والألياف الغذائية، والكثير من الفيتامينات والمعادن المفيدة للجسم؛ إذ يحتوي كل 28 غرام من البرستم على 89 سعرة حرارية، و1 غرام من البروتينات، و3 غرام من الألياف الغذائية، و213 % من الكمية التي يُنصح بتناولها من فيتامين ج، و15% من عنصر الحديد، فضلًا عن بعض النحاس، والمنغنيز، والزنك، ويمتاز البرستم بأنه غني بمضاد أكسدة يُدعى بالبربارين، والذي يحمي من الكثير من الأمراض المزمنة، كما يحتوي البرستم على صبغة الأنثوسيانين النباتية المفيدة لصحة الدماغ والقلب أيضًا.
  •  مفيد لمرضى السكري: يُساهم مركب البربارين الموجود في البرستم في تحسين استجابة الخلايا الجسمية لهرمون الإنسولين المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم، وقد أجريت الكثير من الدراسات حول هذا الموضوع إلى درجة أن بعض الباحثين باتوا يقارنون مفعول البربارين مع مفعول أحد الأدوية الموصوفة خصيصًا لعلاج السكري.
  • معالج للإسهال: لجأ الناس إلى استخدام البرستم لعلاج الإسهال منذ قرون طويلة، وقد يكون سبب ذلك ناجمًا عن احتواء البرستم على مستويات عالية من مركب البربارين، الذي بوسعه عرقلة أو إبطاء مرور البراز داخل الجهاز الهضمي، وقد توصلت إحدى الدراسات إلى أنَّ البربارين مفيد لعلاج الإسهال عند المصابين بالقولون العصبي أيضًا.
  • مفيد لصحة الأسنان: أظهرت بعض الدراسات المخبرية أن بوسع مستخلصات البرستم محاربة الالتهابات بسبب احتوائها على مركب البربارين، وهذا ما يجعل البرستم من بين المنتجات النباتية القادرة على علاج التهابات اللثة، والتي تؤدي إلى تورم وتهيج اللثة، ومن المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات أثبتت بأن المعجون المصنوع من البرستم كان أكثر فاعلية من المعجون العادي الخاص بإزالة الترسبات داخل الفم، لكن النتائج لم تكن متفاوتة كثيرًا على أية حال.
  •  مقاوم للسرطان: يُمكن للبرستم حماية الجسم من السرطانات بسبب احتوائه على مركبات مضادة للأكسدة، والتي بوسعها حماية الجسم من الأضرار التأكسدية المؤدية إلى السرطان، ويُعد مركب البربارين من بين أشهر هذه المركبات؛ فقد توصلت الكثير من الدراسات المخبرية إلى أن البربارين قادرًا على منع نمو الأورام السرطانية في البروستاتا، والكبد، والعظام، والثدي.
  •  مُحارب لحب الشباب: أشارت دراسة أجريت على المراهقين الذين يُعانون من حالة شديدة من حب الشباب إلى أن إعطائهم 600 ملليغرام من مستخلصات البرستم الجافة يوميًا على مدى أربعة أسابيع قد أدى إلى انخفاض عدد البثور الجلدية بصورة ملحوظة.
  •  فوائد أخرى: قد يكون للبرستم فائدة فيما يخص الوقاية مما يُغرف بالمتلازمة الأيضية، التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، كما اكتسب البرستم مكانة فريدة في عالم الطهي بسبب إمكانية إضافته إلى أنواعٍ كثيرة من الأطباق، والسلطات، والمشروبات، والحلويات، والجلي.
  • مُعالج لارتفاع ضغط الدم: أكد بعض الباحثين على أن أخذ 0.9 غرام من البربارين الموجود في البرستم بالتزامن مع دواء الأملوديبين القادر على خفض ضغط الدم قد أدى في النهاية إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي عند الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم، وكانت نسبة الانخفاض في ضغط الدم أكثر من نسبة الانخفاض الحاصلة عند أخذ دواء الأملوديبين لوحده.

 استخدامات البرستم الشعبية

تشتهر إيران بأنها الدولة الأكثر إنتاجًا لفاكهة البرستم على مستوى العالم، وقد كان الرازي هو العالم الإيراني الأول الذي تحدث عن الخصائص العلاجية للبرستم، لكن بعض الأدلة العلمية تشير إلى حضور قوي للبرستم في العلاجات الشعبية الصينية قبل 3000 آلاف عام، كما أن هنالك أدلة تشير إلى استخدام البرستم في أنحاء أخرى من العالم قبل 2500 عام أيضًا.

إقرأ أيضا:أفضل أنواع الزبيب لتقوية الذاكرة

ويعود استخدام البرستم على نطاق واسع إلى القرون الوسطى على وجه التحديد، وقد سعت بعض القبائل في شمال غرب المحيط الهادئ إلى استخدام بعض أنواع البرستم لعلاج حب الشباب، بينما سعى الهنود الأصليون في أمريكا إلى استخدام بعض أنواع البرستم لغرض علاج الأسقربوط، أما في تركيا، فإن بعض السكان كانوا قد لجأوا إلى تناول فاكهة البرستم المجففة من أجل علاج الحمى وإدرار البول، كما يوجد وصفات شعبية أخرى لغرض استخدام البرستم لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي والسعال، لكن استخدام لحاء وجذور البرستم كان محدودًا نوعًا ما داخل الأوساط الشعبية بسبب الطعم المر واللاذع لها.

 أضرار البرستم

يؤدي تناول البرستم بكميات كبيرة إلى الإصابة بالتقيؤ، والإسهال، وانخفاض ضغط الدم ودقات القلب، فضلًا عن حصول اضطّرابات في الكليتين أيضًا، لذا فإنه من الأنسب استشارة الأطباء قبل تناول البرستم، خاصة في حال كان الفرد يأخذ أدوية مميعة للدم أو أدوية الضغط أو أدوية السكري أو مدرات البول، وقد يكون من الأنسب عدم إعطاء البرستم للنساء الحوامل؛ وذلك لأن للبرستم قدرة على تحفيز انقباضات الرحم،[٤]ومن المثير للاهتمام أن وزارة الزراعة في ولاية مينيسوتا الأمريكية كانت قد منعت بيع أو نقل أو زراعة شجرة البرستم، كما حاولت إيقاف تمدد شجر البرستم إلى مناطق جديدة، حتى أنها أقدمت على إزالة أكثر من مليون شجرة برستم بين عامي 1918 و1990، ويرجع سبب ذلك إلى أن شجرة البرستم إحدى النباتات التي تستوطنها الأمراض الفطرية التي تؤثر على منتجات الحبوب الزراعية؛ كالشعير، والطحين، والشوفان.

إقرأ أيضا:زراعة المورينجا
السابق
فوائد واضرار البصل
التالي
أضرار شرب الخمر على الجسم

اترك تعليقاً