القرآن الكريم

أسباب نزول سورة العنكبوت تعرف على أسباب نزول سورة العنكبوت وتسميتها بحر المعرفة

سورة العنكبوت من سور المثاني، ويبلغ عدد آياتِها 69 آية، وهي السورة التاسعة والعشرين من ترتيب المصحف الشريف، حيث تقع في الجزء الواحد والعشرين والحزب الأربعين والواحد والأربعين، ويُقدم لكمبحر المعرفة في هذا المقال أسباب نزول سورة العنكبوت.

أسباب نزول سورة العنكبوت

“آلم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”

أسباب نزول سورة العنكبوت

لما نزلت هذه الآيةُ { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } توضأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ثمَّ صلَّى ركعتينِ ثمَّ دعا اللهُ تعالى أنْ لا يهلكَ أمتَه بعذابٍ من فوقِهم ولا من تحتِ أرجلِهم ولا يلبسَهم شيَعًا ولا يذيقُ بعضَهم بأسَ بعضٍ.

فجاءه جبريلُ فقال يا محمدُ إنَّ اللهَ قد أجار أمتكَ أنْ يهلكَهم بعذابٍ من فوقِهم أو من تحت أرجلِهم ولكنه يلبِسَهم شيعًا ويذيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ فعاد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فصلَّى ثمَّ دعا اللهَ أنْ لا يلبِسَهم شيعًا ولا يذيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ فجاءَه جبريلُ فقال يا محمدُ : إنَّ اللهَ تعالى يقولُ إنَّا أرسلنا رسلًا من قبلكَ إلى قومِهم فصدقَهم مصدقونَ وكذبَهم مُكذبونَ قال فسمينا الذين صدَّقوهم مؤمنينَ وسمَّينا الذين كذَّبوهم كافرين – أو قال كفارًا – لم يمنعْنا ذلك بعد موتِ أنبيائِهم إنِ ابتليناهُم ببلاءٍ يعرفُ الصادقونَ أنهم مؤمنون والكاذبون أنهم ليسوا بمؤمنينَ قال فماذا يا جبريلُ ؟ قال فأنزل اللهُ عليه هذه الآيات.

إقرأ أيضا:موضوعات ومضامين سورة الفرقان

قال مقاتل: نزلت في مهجَعِ مولى عمر بن الخطاب، كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر، رماهُ عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، فقال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم يومئذ: “سيد الشهداء مهجع، وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة”، فجزع عليه أبواه وامرأته، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية، وأخبر أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة في ذات الله تعالى.

“وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بوَالِدَيْهِ حُسْنًا وإنْ جَاهَدَاكَ علَى أَنْ تُشْرِكَ بي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

حَلَفَتْ أُمُّ سَعْدٍ أَنْ لا تُكَلِّمَهُ أَبَدًا حتَّى يَكْفُرَ بدِينِهِ، وَلَا تَأْكُلَ وَلَا تَشْرَبَ، قالَتْ: زَعَمْتَ أنَّ اللَّهَ وَصَّاكَ بوَالِدَيْكَ، وَأَنَا أُمُّكَ، وَأَنَا آمُرُكَ بهذا، قالَ: مَكَثَتْ ثَلَاثًا حتَّى غُشِيَ عَلَيْهَا مِنَ الجَهْدِ، فَقَامَ ابْنٌ لَهَا يُقَالُ له عُمَارَةُ، فَسَقَاهَا، فَجَعَلَتْ تَدْعُو علَى سَعْدٍ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في القُرْآنِ هذِه الآيَة.

سورة العنكبوت

عن سعدَ بنَ مالكٍ قال: كُنتُ رَجُلًا بَرًّا بأُمِّي، فلمَّا أسلَمْتُ، قالت: يا سعدُ، ما هذا الذي أراكَ قد أحدَثْتَ؟ لتَدَعَنَّ دِينَك هذا أو لا آكُلُ ولا أشرَبُ حتى أموتَ، فتُعيَّرُ بي، فيُقالُ: يا قاتِلَ أُمِّه، فقُلتُ: لا تَفعَلي يا أُمَّهْ؛ فإنِّي لا أدَعُ دِيني هذا لشَيءٍ، فمَكَثَتْ يومًا وليلَةً لم تأكُلْ فأصبَحَتْ قد جَهِدَتْ، فمَكَثَتْ يومًا وليلةً أخرى لا تأكُلُ، فأصبَحَتْ قد اشتَدَّ جُهدُها، فلمَّا رأيتُ ذلك قُلتُ: يا أُمَّهْ، تَعلمينَ واللهِ لو كانت لك مِئَةُ نفْسٍ، فخَرَجَتْ نفْسًا نفْسًا، ما تَرَكْتُ دِيني هذا لشَيءٍ، فإنْ شِئتِ كُلي، وإنْ شِئتِ لا تأكُلي، فأَكَلَتْ، فأنزل الله هذه الآية.

إقرأ أيضا:مقاصد سورة محمد

“وَمِنَ النَّاسِ من يقولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ

كان ناسٌ من أهلِ مكةَ قدْ أسلَمُوا وكانوا مستَخْفِينَ بالإسلامِ فلما خرج المشركون إلى بدرٍ أخرجوهم مُكْرَهينَ فأُصيبَ بعضُهم يومَ بدرٍ مع المشركينَ فقال المسلمونَ أصحابُنا هؤلاءِ مسلِمونَ أخرَجوهم مكْرَهِينَ فاستغفَرُوا لهم فنزلَتْ هذِهِ الآيةُ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ الآيةَ فكتب المسلمونَ إلى من بَقِيَ منهم بمكةَ بهذِهِ الآيَةِ فخرجوا حتَّى إذا كانوا ببعْضِ الطريقِ ظهر عليهم المشركونَ وعلى خُروجِهِم فلَحِقُوهُم فردُّوهم فرجَعوا معهم فنزلَتْ هذِهِ الآيَةُ من سورة العنكبوت، فكتب المسلمون إليهم بذلِكَ فحزِنوا فنزلَتْ آية من سورة النحل “ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رحِيمٌ” فكتبوا إليهم بذلِكَ.

“وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ”

خرجتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى دخل بعضَ حيطانِ الأنصارِ فجعل يلتقِطُ من التَّمرِ ويأكلُ فقال يا بنَ عمرَ ما لك لا تأكلُ فقلتُ يا رسولَ اللهِ لا أشتهيه فقال لكنِّي أشتهيه وهذه صبيحةٌ رابعةٌ منذ لم أذُقْ طعامًا ولم أجِدْه ولو شئتُ لدعوتُ ربِّي فأعطاني مثلَ مُلكِ كسرَى وقيصرَ فكيف بك يا بنَ عمرَ إذا بقيتَ في قومٍ يُخبِّئون رزقَ سنتِهم بضَعفِ اليقينِ قال واللهِ ما برِحنا ولا رُحنا حتَّى نزلت وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ”.

إقرأ أيضا:فوائد سورة الانشقاق تعرف عليها

هل سورة العنكبوت مكية أم مدنية؟

تعدُّ سورة العنكبوت من السور المكية التي نزلتْ على قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم في مكة المكرمة، باستثناء الآيات من 1 حتى 11 فهي مدنيّة نزلتْ على النَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام في المدينة المنورة.

سبب تسمية سورة العنكبوت

سبب تسمية سورة العنكبوت

سُمِّيتْ سورة العنكبوت بهذا الاسم لأنَّ الله تعالى أتى على ذكر هذه الحشرة في إحدى آياتِها حين قالَ جلَّ من قائل: “مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”، والعنكبوت حشرة تشتهر بأنّها تصنع بيتًا من الخيوط التي تفرزُها وهذا البيت شديد الوهن والضعف، فشبَّه الله تعالى الذين يكفرون به بالعنكبوت التي تتخذ بيتًا واهنًا ضعيفًا.

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

المراجع

السابق
موضوع تعبير عن شهر رمضان كامل بالعناصر
التالي
علاج حساسية الماكولات البحرية والعلاقة بينها وبين حساسية اليود

اترك تعليقاً