–
الطمأنينة هي حالة من الهدوء، والسلام، وراحة البال، وهي عكس القلق وفقدان الثقة، ودعا الإسلام إلى الطمأنينة والقيام بالأعمال الصالحة التي تبعث في النفس شعورًا بالسكينة والأمان، حيث تتضمن السنة النبوية عدة أحاديث عن الطمأنينة والسكينة.
أحاديث عن الطمأنينة
دعْ ما يَريبُكَ إلى مَا لا يَريبُكَ فإنَّ الصدقَ طمَأْنِينَةُ والكذِبَ رِيبَةٌ.
مَن نفَّسَ عن أخيهِ كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن سترَ مسلِمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ يسَّرَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ، ومَن سلَكَ طريقًا يلتَمسُ فيهِ عِلمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وما قعدَ قومٌ في مسجِدٍ يتلونَ كتابَ اللَّهِ ويتدارسونَهُ بينَهُم، إلاَّ نزلت علَيهِمُ السَّكينةُ، وغشيتهمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهمُ الملائِكَةُ، ومن أبطأَ بِهِ عملُهُ لم يُسرِعْ بِهِ نسبُهُ.
إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا تقوموا حتَّى ترَوْني وعليكم السَّكينةُ.
دَفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم وعليه السَّكينةُ، وأَوْضَعَ في وادي مُحَسِّرٍ، وأراهُم مِثلَ حَصى الخَذْفِ، وأمَرَهُم بالسَّكينةِ، وقال: لِتأْخُذْ أُمَّتي مَناسِكَها؛ فإنِّي لا أدْري لَعَلِّي لا ألْقاهُم بَعدَ عامي هذا.
قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ، وفي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أوْ سَحَابَةٌ غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: اقْرَأْ فُلَانُ، فإنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ، أوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ.
إقرأ أيضا:الكعبة وأحاديث عنهاانطلَقَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ و أبو بكرٍ إلى الغارِ، فدخَلا فيهِ، فجاءَت العَنكبوتُ، فنسَجَت على بابِ الغارِ، و جاءَتْ قريشٌ يطلُبون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، و كانوا إذا رأَوا على باب الغارِ نَسجَ العنكبوتِ، قالوا: لم يَدخُلهُ أحدٌ، و كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قائمًا يصلِّي و أبو بكرٍ يرتقِبُ، فقالَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عَنهُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فداكَ أبي و أمِّي هؤلاءِ قومُكَ يطلبونَكَ ! أما واللهِ ما علَى نفسي أبكي، و لكن مَخافة أن أرى فيك ما أكرَهُ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لا تحزَنْ إنَّ اللهَ معَنا.
كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الأحزابِ يَنقُلُ معنا التَّرابَ، ولقد وارى التُّرابُ بَياضَ بَطنِه، وهو يقولُ: اللَّهُمَّ لَولا أنت ما اهتَدَينا، ولا تَصدَّقْنا ولا صَلَّيْنا، فأنزِلَنْ سَكينةً علينا، إنَّ الأُلى قد بَغَوا علينا، وربَّما قال: إنَّ المَلا قد أبَوا علينا، إذا أرادوا فِتنةً أبَينا، ويَرفَعُ بها صَوتَه.
مَن أصبح آمنًا في سِرْبِه ، معافًى في جَسدِه ، عندَه طعامُ يومِه ، فكأنَّما حِيزَتْ لهُ الدُّنيا.
جاءَ أهْلُ اليَمَنِ هُمْ أرَقُّ أفْئِدَةً، وأَضْعَفُ قُلُوبًا، الإيمانُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ، السَّكِينَةُ في أهْلِ الغَنَمِ، والْفَخْرُ والْخُيَلاءُ في الفَدّادِينَ، أهْلِ الوَبَرِ، قِبَلَ مَطْلِعِ الشَّمْسِ.
إقرأ أيضا:أحاديث عن الزنا وارتكاب الفواحشعن زيد بن ثابت قال: إنِّي قاعِدٌ إلى جَنْبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ أُوحِيَ إليه، وغَشِيَتْه السَّكينةُ، قال: فرَفَعَ فَخِذَه على فَخِذي حينَ غَشِيَتْهُ السَّكينةُ، قال زَيدٌ: فلا واللهِ ما وَجَدْتُ شيئًا قطُّ أَثْقَلَ مِن فَخِذِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ سُرِّيَ عنه فقال: اكتُبْ يا زَيدُ، فأخَذْتُ كَتِفًا، فقال: اكتُبْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ} [النساء: 95]، إلى قولِه: {أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95]، فكتَبْتُ ذلك في كُتُبٍ، فقام حينَ سَمِعَها ابنُ أمِّ مَكْتومٍ -وكان رجلًا أعمَى فقام حينَ سَمِعَ فَضِيلةَ المُجاهِدينَ، قال: يا رسولَ اللهِ، وكيف بمَن لا يَستطِيعُ الجهادَ ممَّن هو أعمَى، وأشباهُ ذلك؟ قال زَيدٌ: فواللهِ ما قضَى كلامَه -أو: ما هو إلَّا أنْ قضَى كلامَه غَشِيَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ السَّكينةُ، فوَقَعَتْ فَخِذُه على فَخِذي، فوَجَدْتُ مِن ثِقَلِها كما وَجَدْتُ في المرَّةِ الأُولى، ثمَّ سُرِّيَ عنه، فقال: اقرَأْ، فقَرَأْتُ عليه: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ}، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، قال زَيدٌ: فأَلْحَقْتُها، فواللهِ كأنِّي أَنظُرُ إلى مُلْحَقِها عند صَدْعٍ كان في الكَتِفِ.
عن عبد الله بن مسعود قال: كنتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ حُنينٍ قال : فولى عنه الناسُ وثبَت معه ثمانون رجلًا منَ المُهاجرين والأنصارِ فنكصْنا على أقدامِنا نحوًا مِنْ ثمانين قدمًا ولم نولِّهم الدبُرَ وهم الذين أنزل اللهُ عز وجل عليهم السكينةَ قال : ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على بغلتِه يَمضي قُدُمًا فحادتْ به بغلتُه فمال عنِ السَّرْجِ فقلتُ له : ارتفعْ رفعَك اللهُ فقال : ناولْني كفًّا مِنْ ترابٍ فضرَب به وجوهَهم فامتلأتْ أعينُهم ترابًا ثم قال : أين المهاجرون والأنصارُ قلتُ : هم أولاء قال : اهتِف بهم فهتَفتُ بهم فجاءوا وسيوفُهم بأيمانِهم كأنها الشُّهْبُ وولى المشركون أدبارَهم.
إقرأ أيضا:الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بيإذا نُودِيَ بالصَّلاةِ فَأْتُوها وأَنْتُمْ تَمْشُونَ، وعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فاتَكُمْ فأتِمُّوا.
مَنِ اغتَسَلَ يومَ الجمُعةِ، ثم لَبِسَ ثيابَه، ومَسَّ طيبًا إنْ كان عندَه، ثم مَشى إلى الجمُعةِ وعليه السَّكينةُ، ولم يَتخَطَّ أحدًا، ولم يُؤذِه، وركَعَ ما قُضيَ له، ثم انتظَرَ حتى يَنصَرِفَ الإمامُ غُفِرَ له ما بينَ الجمُعَتَينِ.
عن عليٍّ قال إذا ذُكِرَ الصالحون فحيَّهلًا بعُمرَ ما كنا نبعدُ أصحابُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن السكينةَ تنطقُ على لسانِ عمرَ.
المراجع
–